الخميس، 17 سبتمبر 2020

Padmavati_movie "فيلم "بادمافات" الهندي وتزوير وتشويه شخصية السلطان علاء الدين الخلجي"

 

Padmavati_movie

"فيلم "بادمافات" الهندي

وتزوير وتشويه شخصية السلطان علاء الدين الخلجي"

جمع وإعداد الدكتور محمد بن حسين الحارثي الشريف

بسم الله الرحمن الرحيم

الفيلم السينمائي التاريخي عمل فني نعم، ولكن تصيغه التوجهات السياسية والدينية والطائفية بل والعرقية للجهة المنتجة، فهو بالتأكيد ليس حيادياً "الفن للفن"؛ بل يساهم في تكوين الرأي العام، وتشكيل ثقافة حاجبة للحقائق التاريخية، بطمسها وتشويهها، واستبدالها.

وبما أن أفلام السينما الهندية "بوليوود" تعتمد كثيراً على دغدغة مشاعر المشاهدين، ومخاطبة العاطفة، واللعب على أوتار حساسة لدى المتلقي، مثل محاربة الظلم، والدفاع عن المظلوم فإنها تجد جاذبية، ومثال ذلك ((فيلم بادمافاتي)) ملحمي تاريخي تم إنتاجه في الهند وصدر في سنة 2018. الفيلم من إخراج وسيناريو سانجاي ليلا بهنسالي. الفيلم يرتكز على الملحمة الشعرية التي كتبها الشاعر الصوفي مالك محمد جياسي في القرن السادس عشر والتي تحمل اسم (بادمافاتي) Padmavati_movie . وتدور أحداث الفيلم بالقرن الرابع عشر الميلادي.



والفيلم وبشكل جلي يزور الحقائق التاريخية، ويحتوي على العديد من المغالطات التاريخية الواضحة، والتشويه المتعمد لحضارة الإسلام في الهند.

وتتحدث الملحمة عن الملكة بادمافاتي "جاهيور" التي ضحت بنفسها لحماية شرفها من خلجي الذي قتل زوجها الملك رابوت في إحدى المعارك.

 لذا اختار الهندوس تشويه صورة وسيرة السلطان المسلم "علاء الدين خلجي" الذي لقب بلقب الاسكندر الثاني؛ فهو:

السلطان علاء الدين الخلجي (ت.1316) من أسرة أفغانية نسبة إلى بلدة خلج بالقرب من غزنة بأفغانستان، وهو ثاني السلاطين الخلجيين بالهند. حكم من 1296 حتى 1316. الملقب بالأسكندر الثاني.


وفي الوقت الذي كان فيه "علاء الدين" مشغولا بالقضاء على هجمات المغول كان يعد الجيوش لاستكمال فتح الهند، فأرسل في سنة (699 هـ =1299م) قائديْه "ألنخان" و"نصرت خان" لفتح حصن "رنتنبهور" أعظم حصون إقليم "راجبوتانا"،فنجحا في مهمتهما بعد حروب دامية،ودخل الإقليم في طاعة" علاء الدين الخلجي"، ثم فتح إمارة "موار"، وكانت أمنع إمارات "الراجبوتانا" بقلعتها الحصينة القائمة على قمة جبل منحوتة في الصخر، ثم استولى على "ملوة" و"أوجين" و" دهري نجري"، ولم يكد يأتي عام (706 هـ = 1306) حتى كان "علاء الدين الخلجي" قد فتح "الهندستان" كلها من "البنغال" إلى "البنجاب".

وواصل علاء الدين فتوحاته؛ فأرسل قائده الحبشي "كافور"، فاخترق أقاليم "ملوة" و "الكجرات"، ثم أردف ذلك بجيش آخر يقوده "أدلوغ خان"، واستولى الجيشان على "ديوكر، وتوالت انتصارات علاء الدين بفضل كافور القائد المظفر، فقاد حملة هائلة في سنة (710 هـ =1310م) تمكنت من فتح الجنوب الهندي كله.

واتهم السلطان علاء الدين بالشذوذ مع العبد "كافور" فهذه القصة المكذوبة لم تأت إلا عن طريق شاعر وروائي صوفي مشهور عنه الكذب واسمه (مالك محمد جاياسي) و جاياسي هذا اخترع هذه الفرية من وحي خياله ولم يشر إلى أي مصدر نقل عنه ولم تثبت تلك الكذبة الا عن طريق هذا الشاعر الماجن...

وكانت لهذا السلطان العظيم النظم الإدارية والمالية التي تصلح من شأن مملكته، وقُدِّر لها أن تلقى قدرًا كبيرا من النجاح؛ فعم البلاد الرخاء، ونَعِمَ الناس بالأمن، وكان لرقابته على الأسواق وشدته في معاقبة التجار المدلسين ومنعه من الاحتكار أثرها في رواج التجارة، ورخص الأسعار...

 كما أصدر منشوراً بمنع الخمور منعاً باتاً في عموم بلاد الهند، وألغى مجالس اللهو والطرب حتى لا ينشغل الناس بها عن جهاد الهندوس والتتار، وعاقب على بيع الخمر عقوبة عظيمة بأن حفر جباً في ظاهر دهلي، أمر بإلقاء كل من يبيع الخمر فيه للأبد، فارتدع الناس وارتعبوا من مجرد ذكر الخمر.

وكان يفتح خزائن دولته العامرة، ويعطي منها التجار والمزارعين حين تشتد الحالة الاقتصادية أو يفسد الزرع حتى لا يتأثر الناس بقلة المعروض من البضائع كما وعُني بأمر الزراعة، وأسبغ رعايته على العلماء، وقد تحدث "ابن بطوطة" في رحلته عما شاهده من الرخاء الذي ينعم به المسلمون تحت حكم علاء الدين.

فيما يلي صفحات مصورة من كتابي:

•تاريخ الإسلام في الهند للدكتور عبدالمنعم النمر.

•تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية للدكتور أحمد محمود الساداتي.