بسم الله الرحمن الرحيم
سعادة رئيس تحرير صحيفة المدينة الغراء وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بصفتي أحد قراء المدينة ، ولما لملحق الرسالة من ريادة في موضوعاته ؛ وكتّابه. أحببت أن أشارك بهذا التعليق المتواضع على ماورد في زاوية فضيلة الدكتور صالح بن سعد اللحيدان (نفع الله بعلمه ) في العدد "14201"الأثنين 27/12/1422هـ ، عن (ابن جماعة).
"ابن جماعة عالم ينبعي"
استجابة لدعوة فضيلة الدكتور صالح بن سعد اللحيدان (نفع الله بعلمه) في زاويته القيمة "سياحة في علم الحديث " ليوم الأثنين 27/12/1422هـ بعنوان ( "ابن جماعة" مصري من كبار علماء الأمة).
طلبة العلم والباحثين وكتاب السير بضرورة التنبه إلى ماقد يحصل من أخطاء نتيجة التشابه في أسماء العلماء أو في ألقابهم أو كناهم وكذلك تقارب الأزمنة من ولادة ووفاة ،أو موطن ، مما قد يحدث خلطاً لدى الباحثين في حقل الدراسات العلمية ، ورغم أن الشيخ صالح أشار إلى أن علمه محدود في معرفة ابن جماعة الآخر إلا أني أرى ذلك من تواضع العلماء ، ومن أخلاقهم ، فلقد أصاب الشيخ صالح أن هناك عالم آخر يحمل لقب ابن جماعة غير من ذكره الشيخ الذي توفي في عام 733هـ.
وما أحب أن أعرّف به هو ""ابن جماعة الينبعي "" وهو محمد بن عز الدين محمد بن شرف الدين أبي بكر عز الدين عبد العزيز بن بدر الدين برهان الدين إبراهيم بن سعد بن جماعة ولد في ينبع عام 749هـ ،وتلقى العلم فيها. قال عنه ابن خلدون " ولما نزلت بالينبع في حج عام 789هـ التقيت بها بالأديب الفقيه المتفنن محمد بن جماعة " ، وهاجر إلى مصر في طلب مزيد من العلم ورغبة في التدريس بها، بعد قضائه في ينبع ما يزيد عن أربعين عاماً. ويقول عنه السيوطي " العلامة المتفنن المتكلم الجدلي النظار النحوي اللغوي البياني أستاذ الزمان وفخر الأوان الجامع لأشتات جميع العلم" ويذكر ابن حجر أن ابن جماعة الينبعي سمع من القالنسي والعرضي وغيرهما وحفظ القرآن في شهر واحد كل يوم جزأ واشتغل بالعلوم على كبر وأخذ عن السراج الهندي والضياء القرمي والمحب ناظر الجيش والركن العرمي والعلاء اليراقي وجار الله والخطابي وابن خلدون والملاوي والتاج السبكي وأخيه البهاء والسراج البلقيني والعلاء بن صقر الطيب ، وقال عنه المقريزي " إنه أخذ عن ابن خلدون فأكثر ولم يرى ابن خلدون يجل أحد كإجلاله ، ترافق هو وإياه في الأخذ عن ابن صفير وأصبح العالم المشار إليه في الديار المصرية وتتلمذ عليه جمع من العلماء منهم الكمال والفاياتي وابن حجر وقد لازمه إلى أن مات وكنت لا أسميه إلا إمام الأئمة ". وتوفي في عام819هـ في القاهرة.
وقد تحدث عن هذا العلم الينبعي من المؤرخين المعاصرين الشيخ حمد الجاسر رحمه الله ، والأستاذ عبد الكريم الخطيب ، وكذلك الزركلي في أعلامه .
كما ذكر أصحاب التراجم " ابن جماعة " متأخر عن السابقين ، وهو محمد بن ابراهيم بن عبدالله أبو البقاء ، نجم الدين ابن جماعة المقدسي الشافعي المتوفى بعد عام 901هـ، فقيه ،استقر في مشيخة الصلاحية في بيت المقدس وخطب بالأقصى وحدث وأفتى وصنف كتباً منها "الدر النظيم في أخبار موسى الكليم " و"النجم اللامع " شرح جمع الجوامع لابن السبكي .
ختاما : لا يفوتني الإشادة بمقالات الدكتور صالح اللحيدان التي ينتفع بها كثير من طلبة العلم المطالعين لصحيفة " المدينة " الغراء . والله الهادي إلى سواء السبيل .
الشريف محمد بن حسين الحارثي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق