الجمعة، 1 أبريل 2016

قصيدة رائعة ( لي بالحجاز غرام لست أدفعه...) اختيار وترتيب ونشر

قصيدة : ( لي بالحجاز غرام لست أدفعه..)

1

لـي بالحجـاز غَـرامٌ لسـت أَدفَعُـهُ

ينقـاد قلـبي لـه طَوْعـاً ويَتْبَعُـهُ

2

يَهُزُّنــي الــبرقُ مَكِّيّــاً تَبســُّمُه

إِذا تـــراءَى حِجازِيـــاً تَطَلُّعُــهُ

3

ويَزْدَهينــي لقـاءُ الوَفْـدِ أَلحظـه

مــن جَـوّه وحـديثُ الرَّكْـبِ أَسـُمَعُهُ

4

وفــائحُ الرِّيــحِ مِســْكِيّاً تـأَرُّجُه

مــن طيــب رَيّــاه نَـدِّيّاً تَضـَوُّعُهُ

5

وهـاتِفُ الـوُرْقَ فـي فَرْعِ الأَراك به

يُــرَدِّدُ اللَّحْــن شـَجْواً أَو يُرَجِّعُـهُ

6

كــلٌّ إِلــىَّ حَــبيبٌ مــن أَمـاكنه

مُمَكَّــنُ الفضـل فـي صـَدْري مُمَنَّعُـهُ

7

جِيــادُه والصــَّفا منــه وَمَرْوَتُـه

ومُتّكـــاه ومــا يَحــوي مُرَبَّعُــهُ

8

وأَخْشـــَباه وودايـــه وأَبْطَحُـــه

جَــديبُه، لا رأَى جَــدْباً، وَمَرْبَعُـهُ

9

ومَوْقِــفُ الحَـجِّ فـي سـامي مُعَرَّفِـه

ومــا تَحُــدُّ مِنـىً منـه وتَجْمعُـهُ

10

والـبيتُ، والبيتُ أَعلى أَنْ أُجِدَّ له

وصـْفاً، وتعظيمُـه عـن ذاك يرفعُـهُ

11

فــي حيــثُ حُجّـاجه تعلـو وقُصـَّدُه

عِـــزّاً، وســُجَّدُه تســمو ورُكَّعُــهُ

12

ومنهـجُ الفَـوْز بادي القصد واضحُه

ومَنْهَـل الجـود طامي الوردِ مُتْرَعُهُ

13

وفـي رُبـى يَثْـرِبٍ غايـاتُ كـلِّ هوىً

يَجِــلُّ عـن مَوْقِـع الأَشـواق مـوقعُهُ

14

أُفْــقُ الشــَّريعة والإِسـلام طالعـةً

شُموســُهُ، مُسـْتجاش النَّصـْر مُتْبَعُـهُ

15

حيــث النُبُــوَّةُ مضـروبٌ سـُرادِقُها

والفضـلُ شـامِخُ طَـوْدِ الفَخْر أَفْرُعُهُ

16

وحيـث كـان طريـقُ الْـوحي مُتَّضـِحاً

بيـن السـماءِ وبيـن الأَرضِ مَهْيَعُـهُ

17

وخـاتمُ الأَنبيـاءِ المصـطفى شـَرَفاً

محمــدٌ بــاهِرُ الإِشــراق مَضــْجَعُهُ

18

صـلّى الإِلـه عليـه مـا تكـرّر بال

صـــّلاة فـــرضُ مُصــَلٍّ أَو تَطَــوُّعُهُ

19

والمسـجدُ الأَشـرف السـّامي بموضعه

مَعقـودُ تـاج العلـى منـه مُرَصـَّعُهُ

20

وللشــــَّفاعة أَبـــوابٌ مُفتَّحَـــة

مُشـــَفَّعٌ مَــنْ بمعناهــا تَشــَفُّعُهُ

21

مَحَــلُّ قُــدْسٍ وتشــريفٍ يُجَــرُّ بـه

ذيْلُ الجَمال على ذي المال يدفعُهُ

22

يَشـُبُّ نيـرانَ أَشـواقي غليـلُ هـوىً

إِليــه ليــس سـِوى مَـرْآه يَنْقَعُـهُ

23

ويســـتمِدُّ حَنينــي كــلُّ مُنْحَنَــأٍ

منــه وعــامِره الزّاكـي وبَلْقعُـهُ

24

عَقيقُــه وقبُــاه والْبقيــعُ ومـا

يَحُـدُّ أُحْـدٌ لِمَـن فـي اللـه مَصْرَعُهُ

25

تلـك المـواقف، لا بَغْـدادُ مـوقِفُه

والكَــرْخ مُصـْطافُه منهـا ومرْبعُـهُ

26

وَهْـي الهْـوَى لا رُبـى نجـدٍ ورامتُه

ولا العُـــذَيْبُ وواديــه وأَجْرَعُــهُ

27

مُسـْتَنْزَلُ الفـوْزِ والغفُـران مَهْبِطه

ومُلْتَقــى كــلِّ رِضــوان ومَجْمَعُــهُ

28

أُحبِّـــه وأُحــبّ النّــازلين بــه

ومـــا تَضــُمُّ نَــواحيه وأَرْبُعُــهُ

29

طَبْعـاً جُبِلْـت عليه في الغرام به

وأَيـنَ مِـنْ طَبْـعِ مَـنْ يَهْـوى تَطَبُّعُهُ

30

كسـانِيَ الحُـبُّ ثـوبَ الإِفتتـانِ بـه

ولسـت حتّـى بِخَلْـعِ الـرُّوحِ أَخَلعُـهُ

31

أَسـتودِعُ اللـه فيـه كـلَّ مُنفـرِدٍ

بالفضـل يُـودعِ شـَجْواً مَـنْ يُـوَدِّعُهُ

32

يَكـاد يَجْـري مجـاري النَّفْس جملتُه

لُطفــاً ويُــذْهِلُ مَــرآه ومَسـْمَعُهُ

33

وجيـرةٍ فـي جِـوار اللـه يَنْزِع بي

شـَوْقٌ إِلـى قُربهـمْ في الله مَنْزِعُهُ

34

مِـنْ كـلّ مَـنْ بَغَّـض الـدُّنْيا تَوَرُّعُه

عنهــا وبَغَّــض مـا يَحـوي تَبَرُّعُـهُ

35

كأَنّمـا الـروض يَجْلـو مـا يُفَـوِّفُه

مــن خُلْقــه ويُوَشــِّي مـا يُوَشـِّعُهُ

36

فيـا سـَنا البارق المكّيِّ يَشْهَرُ من

إِيماضـِه الأُفـقُ عَضـْباً أَو يُشَعْشـعُهُ

37

قُـلْ للأحبّـة عنـي قـول مـن حُنِيَـتْ

علـى الوفـا لهـمُ والشـوْقِ أَضْلُعُهُ

38

هـل حـافظٌ عَهْـدَ ودّي مـن حَفِظْتُ له

علــى النَّــوى عَهْـدَ ودٍّ لا أُضـْيِّعُهُ

39

أم هــل تُجَرِّعُــه ممــا تُجَرِّعُنــي

فـي البعـد كأسُ الأَسى أَم لا تُجَرِّعُهُ

40

أَم هـل يَهُـزُّ ادّكـاري عِطْفَـه طَرَباً

وتَســْتَهِلُّ كــدمعي فيــه أَدْمُعُــهُ

41

وإِن يكن طال مَرْمى الْبَيْن أَو قَطَعَتْ

يـداه مـا ليس أَيْدي الْوَصلِ تَقطعُهُ

42

فمـا تغيَّـرْتُ عـن مَحْضِ الصّفاءِ لهم

ولا تكـــدَّر وِرْدٌ طـــاب مَشـــْرَعُهُ

43

مَحَــلُّ كــلِّ حــبيبٍ حيــث يعلمـه

منّـي وموضـعُه فـي القلـب موضـعُهُ

44

هيهْــاتَ مــا شـَغفي ممـا تُقَسـِّمه

ســوانِحُ الــرَّأْي أَو ممـا تُـوَزِّعُهُ

45

فلا عَــدِمْتُ هــوىً منهـمْ يُحـاولني

فيــه النَّــوى بسـُلُوٍّ عَـزَّ مَطْمعُـهُ

46

وحَبَّـذا الرَّكْـبُ يُبْـدي مـن حديثهم

مـا يَجْبُـر القَلْـبَ تَعْليلاً ويَصـْدَعُهُ

47

وحبَّـذا طيـبُ أَنفـاسِ النَّسـيم سرى

عنهـم كمـا فـاحَ مِسـْكٌ فُـضَّ مُودَعُهُ

48

فهـل أَخـو دَعْوَةٍ في الله تنَهضُ بي

عنايــةُ الــذِّكر منـه أَو تَضـَرُّعُهُ

49

وجــاد تلـك الرُّبـا هـامٍ تَبَجُّسـُه

يَجُــول مــن مـائه فيهـا تَمَيُّعُـهُ


قصيدة للشاعر  أبو بكر أحمد العندي نسبة إلى الأعنود قبيلة وبلد الأعنود من ضواحي أبين ( عدن) ، وزير الدولة الزريعية، أديب وشاعر من أدباء القرن الخامس الهجري.
اختيار وترتيب، ونشر

د. الشريف محمد بن حسين الحارثي

باحث تاريخي – مكة المكرمة

تم نشر القصيدة لأول مرة على صفحتي بالفيس بوك

مساء السبت 27/2/1433هـ

الموافق 21/1/2012م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق